تحياتنا الخالصه..
جاءني ولي امر طالب غش في الامتحانات في غرفتي حيث كنت ادرس مادة الثرموداينمك للصفوف الاولى وماده هندسة الموائع للصفوف الثانية في قسم الهندسة المدنية في الجامعة المستنصرية في بدايه التسعينات.. قال ولي الامر (الاب) :ان ابنه لم يغش و ان المادة التي امتحنها هي رياضيات وان الخطا الذي حدث هو تشابه بين ابنه والطالب الاخر وذلك لكون الشطار يقعون في نفس الخطا، قلت له: ولكن ابنك نقل كل شيء في الامتحان من ورقة الطالب الاخر بما فيها اسم و صف الطالب، لكون الطالب قد كتب اسمه و صفه باللغة الانكليزية وابنك نقلهما.. صمت الرجل قليلا ثم قال: ان ابني اخذ من الطالب ورقة و على ما يبدو ان الطالب كان قد كتب مسبقا” اسمه و صفه و ابني لم ينتبه لذلك .قلت: هذا شيء جيد ولكن ابنك في الصف الاول ويمتحن ماده الثرموداينمك والطالب الاخر من سوء حظه كان من الطلاب المؤجلين لامتحان هندسه الموائع امتحنته معهم اختزالا” للمراقبين و ابنك قام بنقل اجابة امتحان اسئله هندسه الموائع للصف الثاني و هو في الصف الاول و هل هذه سقطة شاطر.. ضحك الاب طويلا” و قال هذه ( زگطه مطي).
على العموم قرات دليل اسس وشروط وضوابط نظام المقررات المقترح تنفيذه في الجامعات العراقيه في العام الدراسي ٢٠١٩_٢٠٢٠وللاسف الجزء المهم فيه كان اشبه بصاحبنا ناقل المحتوى دون فهم او الغش لحد الاسم في الامتحانات لان نقل نظام دون ان يفهم المحتوى والمضمون ويقومه سيجعل من النظام خارج نطاق الفائدة.. و السبب ان نظام المقررات هو نظام استثماري يتفوق عن غيره من الانظمة في استثمار عالي لراس المال و الجهد و الموارد البشريه و الزمن.، وسبق للوزارة ان جربته في العام الدراسي ١٩٩٣-١٩٩٤ في كلية علوم البصرة وكلية علوم المستنصرية و كلية صيدلية بغداد ، و تعذرت عن تنفيذه في ٢٠٠٦ بدعوى عدم وجود بنى تحتية للبدء فيه ، وحاولنا قبل سنتين ان نقنع د.عبد الرزاق العيسى بتنفيذه في لقائنا به بالوزارة و كان الرجل مقتنعا”… بين الحين والاخر،
يتصل بي كثير من الاخوة وتصلني كثير من الرسائل من اساتذه وطلبة يسالون حول نظام المقررات و الاليات و ماهي مشاكله..
بالامس كان لي لقاء مع بروفيسور في التربية الرياضية و سالني ما الذي يفرق بين نظام المقررات والنظام السنوي و النظام الفصلي وايهما افضل ، قلت له: يا صاحبي في كل دولة في العالم هناك فريق ومنتخب كرة القدم وهناك اندية في كل بلد لكرة القدم بالاف و كرة القدم هي عباره عن 11 لاعب لكل فريق و مدرب لكل فريق و حكم وكرة وقوانينها ثابتة في كل العالم ما الذي يجعل فريق يفوز على فريق اخر، أجاب :المهارات و التدريب و الامكانات ، قلت :يعني ليس هناك فريق هو الافضل في العالم دائما، الامر يعتمد على مدى توفر الامكانيات والمهارات والتدريب. والقاعده الاولى في التعليم ليس هناك نظام تعليم فاشل و نظام تعليم ناجح هناك اداره ناجحة للنظام التعليمي او اداره متلكئة للنظام كما قالها لي رئيس جامعة امريكية متقدمة في التصنيف .. سالني الاستاذ: كيف ممكن ان ننتقل ونطور النظام من نظام فصلي او نظام سنوي الى نظام المقررات ، قلت: في كرة القدم و هي اللعبة المشهورة ذات مساحات الملعب الثابت و الكرة بالحجم الثابت و العدد الثابت للاعبين ، تغير نمط اللعب ممكن ، بعضهم يستخدمون اللعب البرازيلي ذو المهارات العليا واحيانا اللعب الانجليزي الذي ينقل الكرات بسرعه لمسافات بعيده واحيانا يستخدمون الكرة الهولندية الشاملة وهكذا ما الذي يجعل الفريق الجيد يحسن من استخدام هذه الطرق في الملعب قال: امكانات الفريق و مهارات لاعبين و التدريب على اسلوب اللعب. قلت له وهكذا المقررات بالامكان ان تستخدم في التعليم اي نمط من انماط و انظمة التعليم وذلك يعتمد على الادارة و الامكانات… سالني صاحبي: ما هي مميزات نظام المقررات اجبت: المقررات هو نظام يوفر للمؤسسة التعليمية استثمار جيدا في الحصول على مخرجات مهنية متقدمة مع الاحتفاظ على المدخلات المالية الجامعة لان المقررات نظام استثمار علمي ومالي يمكن لمن يسجل من الطلبة اعادة المحاولات لاربع مرات دون ان يحول الى اسلوب اخر في الاختبار او التحويل الى قسم اخر ما دام الطالب المسجل على المقررات يدفع اجور الدراسة والاختبارات، وهذا ما لا يصح لدينا الان الدراسة في الجامعات الحكومية هي دراسة مجانية وعليه فان التكرار 4 محاولات من دون نجاح في نظام المقررات هو خطا قاتل سيقلل القبول في الجامعات الحكومية وسيتحول الطلبة الى الكليات الاهلية..
مثلا في كليات الهندسة نسبة الرسوب المقبول من 25٪ الى 30٪ في الصف الاول ، اذا قررنا ان تكون عدد المحاولات٤ لاربعة سنوات ، فان مقدار الرسوب التراكمي سوف يجعل في السنة الرابعة كل الطلبةاو معظمهم من المسجلين الراسبين وبالتالي لا يوجد مقاعد دراسية للطلبة الذين تخرجوا في كل سنة.. وعليه فان نظام المقررات في العراق يجب ان يكون نظام مجاني في السنة الاولى مع غرامات في السنة الثانية و في السنة الثالثة يتحول الى الاجور الحكومية الخاصة او ما يسمى في الدراسة الموازية و ذلك يمنع الطلبة من الابطاء والتكاسل في الدراسة و البقاء الطويل في مقاعد الجامعة لان النظام المقررات اصلا تم هيكلته ليكون نظام تحفيز وتعجيل للمتفوقين والاذكياء ويساهم في اختصار زمن الدراسه و ذلك بالسماح للطالب ان يدرس في السنة الواحده ثلاثة فصول و ان يسجل على دراسة الحد الاعلى من المقررات الدراسية الذي يصل الى ٢١ لكل فصل ، هناك نقطه اخري مهمة في نظام المقررات الذي نشرته دائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة ، حددت فيه الحد الادنى لعدد الطلاب المسجلين في المقرر الاختياري ٨ طلاب وهذا مشكلة كبيرة. مثلا” الصف الذي فيه 64 طالب الان يتحول الى ٨ صفوف ويحاضر فيها ٨ اساتذه محاضرين و المشكلة تكمن في ان القاعات يجب ان تتضاعف الى ثمان مرات و اجور المحاضرات يجب ان تتضاعف الى ثمان مرات وان القاعات الامتحانيه وعدد المقررات تصبح في ثمانيه في حين ان الحد الادنى يجب ان لا يقل عن 20 طالب في الكليات الفتية و المستحدثة و عن 25 طالب في الكليات التي لها باع طويل في التعليم ..ان نظام المقررات يعتمد علي ثلاث مبادئ رئيسية الاولى متعلقة بالتعليم و المادة العلمية حيث يكون فيها فرصة للاستاذ في تطوير المناهج و اعتماد المنهج المتعدد المصادر وليس المصدر الواحد كما هو في النظام الفصلي ،وان المقررات الاساسيه التي اطلق عليها في الدليل بالمقررات الاجباريه يجب ان لا تقل عن نسبه 50٪ الى 60٪ من المقررات الاجمالية وبالتالي فان كل قسم سوف يقوم ادخال مقررات علمية جديدة ومستحدثة قد تكون بعضها الى وقت قريب من مفردات الدراسات العليا . وهناك مقررات ساندة و هي دروس من اقسام اخرى يحتاجها القسم المعنى مثل الحاسوب الرياضيات والرسم الهندسي والميكانيك وووو بالنسبة لطلبة كلية الهندسة وهذه الدروس تشكل نسبة 15٪الى 25٪ من الدروس الكليه و ما يتميز به نظام المقررات هو الدروس الاختيارية او دروس المهارات المعرفية و اللغوية والجاذبة و هي تشكل ما نسبته 15 ٪ الى 25٪ من الدروس الاجمالية في بدء النظام يتم اختيارها ضمن سلة المقررات الاختيارية وبعدها يقوم الطالب باختيار هذه المقررات بالاعتماد على سوق العمل و علي حاجته لها و علي رغبته في تعلمها فمثلا طلبة الهندسه قد يلجاون الى تعلم درس في القانون في نظام العمل وتعليمات تنفيذ العقود الحكومية او قانون انضباط موظفي الدوله و هكذا فقد يتعلم البعض دروس في الفنون او التاريخ و في المهارات اللغوية كتعلم اللغة الاسبانية او الالمانية او الفرنسية .. ان نظام المقررات يوفر فرصة في تفعيل العلاقة بين الاقسام لان الدروس الثانوية او المساندة دروس مشتركة تدار من قبل مجموعة الاساتذة المختصين ، مثلا درس الرياضيات يدار من ساتذة الرياضيات في الكلية و في قسم الرياضيات في العلوم و التربية، و درس الميكانيك يدرسه اساتذة من قسم الميكانيك و درس الحاسوب يدرس من قبل قسم هندسة الحاسوب او علوم الحاسوب يعني هناك تفاعل بين الاقسام كما ان النظام المقررات يوفرالمناخ للتفاعل بين الكليات داخل الجامعة الواحدة من خلال قيام الطلاب بدراسة دروس اختيارية في كليات اخرى ضمن الجامعة ، ونظرا لازدياد عدد دروس في نظام المقررات او تكون الدروس تعطى من قبل الاساتذة في اقسام غير القسم المختص او في كليه اخرى… هذا النظام يتطلب تعويم القاعات بمعنى ان القاعات الموجودة في الكلية تكون تحت ادارة المنسق الاكاديمي والذي هو بمثابة معاون العميد لشؤون الطلبه حيث يقوم توزيع المحاضرات على القاعات و تسجيل الطلبة مع المشرف والاشراف على الامتحانات و اعلان النتائج بينما يقوم المرشد الاكاديمي و هو بمثابه معاون العميد الشؤون الاداريه في توجيه الطلبه الى الدروس والمحاضرات ومتابعه الغيابات و الانذارات وحل مشاكل الطلبه مع المشرفين ومتابعه طلبات المؤجلين والمفصولين بعذر وبدون عذر ..ان النظام المقررات يحتاج الى بوابة الكترونية حيث يكون لكل طالب رقم خاص هو نفس الرقم الذي ياتي به من تخرج في الاعدادية يضاف له حرفين، حرف يمثل الكلية و اخر يمثل القسم و ايضا يضاف للرقم رقمين ، رقم يمثل سنه القبول و رقم اخر يؤشر سنة التخرج ،كما ان موضوع عدد الوحدات ومعدل النجاح و موضوع اخر لان نظام المقررات يعتمد على النجاح هو معدل نجاح الطالب هو 60٪ و لهذا فان لم يستطع الطالب ان يحصل على 60٪ يقوم بتحسين المعدل باختيار بعض الدروس الاساسية او الثانوية او الدروس الاختيارية… هناك مشكلة في نظام المقررات في بعض الدروس و هي الدروس المختبرية و في مشاريع التخرج و في دروس التصاميم المعمارية لان هذه الدروس لا يمكن تجزئتها الى فصلين لكون هذه الدروس تعتمد على فترة زمنية لا تقل عن 30 اسبوع وبالتالي فان هذه الدروس تعتبر مقررين في المقررات و تمنح ضعف الوحدات الهندسية في الوحدات الدراسية..
هناك الكثير من الملاحظات سنكتبها لاحقا”..وما توفيقنا الا بالله ،هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير ..
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي