هادي جلو مرعي
شعرت بالألم والحزن لما آلت إليه أمور بعض الصحفيين من ضنك في العيش، الى المعاناة من شتى الضغوطات المادية والنفسية، والمشاكل التي تسببت بها أوضاع العراق، وتداعيات الأحداث فيه منذ 2003 وحتى اليوم، ومانتج عن ذلك من تغيير في الأنماط السلوكية لدى العامة من الناس، وحتى النخب.
أحد الصحفيين يعاني من نوع من الجنون يتحول الى هستيريا عالية في بعض الأحيان، ولعله يتحول الى الصرع المزمن، ويأتي على شكل نوبات متتالية صادمة، يصحبها خروج زبد من الفم مع خدر في كامل الجسد، وجحوظ في العينين، ثم الإغماء الذي يستمر لساعات طويلة.
تعاني الدول النامية، وتلك المحطمة من الحروب والمشاكل والأزمات الإقتصادية والبطالة التي تضرب بنية المجتمع وتثير الإضطرابات والمشاكل الإجتماعية وتتسبب بتفكك الأسرة، بينما تظهر أمراض نفسية غير مسبوقة، وتكون أشبه بالوباء الذي ينتشر في المجتمع، ويلاحظ أن ابرز تلك الأمراض هو الكآبة التي تتراوح بين الزرقاء والسوداء التي تستمر وتتحول الى مرض قاتل في حال لم تتم معالجتها، وعندها يصبح الشخص المصاب عرضة للأمراض الأخطر وفقدان للمناعة مايتسبب بنوبات قلبية وجلطات في الدماغ.
البعض من المصابين يتم نقله الى مستشفى، أو مصحة، ولكن ليس واضحا مدى النجاعة في العلاج، أو الوصول الى مستوى من الإتزان، وبمرور الوقت، ومع الرقابة المشددة، ونوع من الأدوية التي يجب أن تعطى على جرعات ولوقت محدود لتعطي النتيجة المرجوة، ولكي لاتكون سببا في مضاعفات غير متوقعة منها نوبات الصرع، والجنون الكامل في بعض الأحيان.
في العراق لاتوجد مصحات لمعالجة الإدمان على المخدرات، ولا مصحات لمعالجة أنواع من الأمراض النفسية، والمخاطر تزداد رويدا مع عدم توفر الحلول للمشاكل اليومية التي تضرب المجتمع العراقي، وتحول الإنسان الى مجنون يجلس بكامل اناقته عند حائط في مشفى للامراض العقلية..