تحياتنا الخالصة ..
عندما سألت رجل امريكي قبل اكثر من ٥ سنوات ، وللرجل علاقة بالمخابرات المركزية الامريكية في واشنطن ،في مطعم للاكلات العراقية عن سبب دعم الامريكان للمنظمات الاسلامية المتطرفة ، كان جوابه صادما” لكونه يهوديا ظننته لا يعرف عن تاريخنا الاسلامي مسائل جوهرية ، قال : دينكم يحتمل التطرف والغلو ، و العرب في الاصل بدو ذو قلوب قاسية ، اعتادوا القتل والسطو والسرقة ، وتاريخكم سلسلة من حروب و حركات مرتدة فلم يسلم نبيكم (ص) ولا ابوبكر من العصيان ولا عثمان من ثورة ولا علي من حروب مع انصاره ( الخوارج) واصحابه ( اصحاب الجمل طلحة والزبير ) ولا منافسيه ( معاوية بن ابي سفيان)،وثار على كل خلفاء الامويين انصار العلويين والعباسيين ، وحارب العلويين العباسين وووو..والامر المهم ان مذاهبكم اختلفت فكرا” و سلوكا” فحدثت كثير من النزاعات بين انصار السنة ، وبين السنة والشيعة على تفسير التاريخ و مقامات شخوص فيه ، اذن الاسلام تاريخا” ومنهجا” يحتمل اثارة النزاعات و احداث انشقاقات و اللجوء الى القتل وسيلة تحت غطاء نصرة الدين او العقيدة او المذهب ..واضاف ان الانكليز زرعوا المئات من ضباطهم بين مشايخ المسلمين و قبائلهم وقصة ( لورنس العرب ) معروفة ، ونابليون ناصروه اهل مصر عندما ارتدى العمة والعباءة وجعلوه شيخا” واسموه محمد ..
عندما حاولت ان ابتعد عن الحديث عن تاريخنا وما يعرفه ديفيد الملعون بابتسامته الخبيثة و عيونه الماكرة ، سألته عن امريكا و داعش؟، اجاب ضاحكا: زواج رجعي بعودة المطلقة عندكم ..قلت : لم افهم قصدك !!!
قال : انشأت امريكا فصائل الافغان او ما تسمونهم ب ( المجاهدين الافغان ) بعد ان اجتاح الجيش السوفياتي افغانستان و كونت بدعم خليجي مالي ، و عسكري ومالي سعودي ( العرب الافغان ) الذين شكلوا تنظيم (القاعدة ) فيما بعد ، الا ان التفاهمات مع الظواهري وابن لادن لم تصل الى توافق ، فبدا صراع المنظمات الارهابية الاسلامية مع امريكا و كانت احداث ايلول قد انهت روابط المشاركة بين القاعدة والمخابرات المركزية الامريكية عندما تبنت طالبان ( وهي تنظيم افغاني من القاعدة) الحرب على القوات الامريكية ، وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين المقاومة بعد ان اسقطت القوات الامريكية صدام حسين وسيطرت على العراق..قلت له مقاطعا” : لازلت لا افهم علاقة داعش بامريكا ..قالت : كان علينا ( يقصد الامريكان ) ان نشق القاعدة ، فالظواهري في كهوف افغانستان ، و ابن لادن مريض مختبأ في باكستان ، فانشاء تنظيم جديد فيه من العناصر الامريكية ضروري للحفاظ على قواتنا و مصالحنا ولاسيما ان ابو مصعب الزرقاوي قد تم القضاء عليه بمعلومات من مرافقية وبضربة جوية دقيقة وان ابو عمر البغدادي تم قتله بنفس الظروف ليتصدى ابو بكر البغدادي المفرج عنه من سجن ( بوكا)…قلت : لماذا تكون لكم علاقة بمنظمات انتم تؤكدون انها ارهابية ..قال : دخلنا العراق و خسرنا الجنود والاسلحة و قدمنا الاموال لمساعدتكم لا لتقدمونا ذبائح للايرانيين ، جئنا لنبقى…لقد دخلنا اليابان وكوريا واوربا و جعلنا قواتنا تتواجد على اراضيهم ، انقذناكم من صدام ، فتلجاؤن لقتالنا …
لقد هيأ الامريكان كل المتطرفين في اوربا وامريكا واستراليا ليتدربوا في تركيا بدعم مالي ولوجستي من السعودية وقطر والامارات و كان بعضهم قد احتضنتهم المخابرات السورية ودعمتهم في ضرب القوات الامريكية ، و القوات الاجنبية التي ساعدت العراقيين و التي حاربت الامريكان في الفلوجة هي نفسها التي حاربت قوات بشار الاسد في درعا وفجرت عليه بارود الحرب الاهلية الطائفية .
..عندما انضم لنا بعض الاصدقاء من الامريكيين وتبين منهم محاربين قدامى واعلاميين ، اكدو ان الادارة الامريكية كانت تعلم ان رئيس الوزراء نوري المالكي لن يسمح للقوات الامريكية بالبقاء وان اتفاقية التعاون الاستراتيجي العسكري بين امريكا والعراق هي لغسل ماء وجه فشل اوباما في احكام السيطرة على العراق ، فاصدر اوامره ( اطلقوا الكلاب ) …كان تقرير المخابرات الامريكية واضحا” وجازما” في ان القرار العراقي كان بضغط ايراني و دفع سوري كما قال ديفيد الملعون ..قلت: هل ماحدث في سوريا سببه العراق وخروج القوات الامريكية ؟؟؟..قال : كان علينا ان نكسر الاصطفاف العراقي الايراني السوري ، و ندعم التفوق الاسرائيلي و نضرب الروس في مصالحها بتصدير الغاز الى اوربا عبر مد الانبوب القطري ، فتحملت قطر الجزء الاكبر من نفقات الحرب في سوريا بينما تحمل السعوديون نفقات الحرب في العراق وشاركتهم الامارات ..
سالتهم: لماذا بداتم في الموصل ؟؟؟، قال : لاننا دربنا اكثر من ٦ الاف مقاتل واضعاف هذه الاعداد كانت تدربهم تركيا على اراضيها وكنا ندربهم للصراع السوري و بعضهم للعراق وهم طلائع من دخل العراق لاطلاق سراح سجناء بادوش كمرحلة اولى الا ان انهيار الجيش والشرطة و انضمام السكان المحليين جعلتنا ندفعهم عبر مايسمى ( المجاهدين الاجانب) للتقدم صوب بغداد وكانت كما قالت هيلاري كلنتون( الصفعة التي يستحقوها)…
قبل ٣ سنوات ، وبعد ان كانت الادارة الامريكية مصرة على ان اي دعم جوي او لوجستي لن يكون الا بابعاد نوري المالكي من تشكيل الحكومة بعد ان فاز بالاكثرية البسيطة مع من تحالف معهم ،ابلغت المالكي بذلك في لقاءاتي معه وان البريطانيين قد اخذوا الضوء الاخضر من ادارة اوباما لاستبدال نوري المالكي ب حيدر العبادي ،البريطاني الجنسية والذي ظن الجعفري والشهرستاني و معصوم و المطلك و بهاء الاعرجي وكلهم يحملون الجنسية البريطانية انهم قادرون على تسيره وفق رغباتهم في ظل اختيار د.سليم الجبوري رئيس لمجلس النواب وهو اختيار غير متوقع بصفقة سنفرد مقالة تفصيلية عنها ..كانت الرئاسات الثلاث ضعيفة ( فؤاد معصوم و سليم الجبوري وحيدر العبادي ) مجموعة غير قادرة على قيادة دفة حرب ،ستحددها انتخابات الرئاسة الامريكية بعد ستة اشهر ..عندما تلقى اوباما الخبر و هو ينزل من الهليكوبتر الرئاسي عائدا” من منتجع كامب ديفيد ، قال : الجموا الكلاب ..وعندها تلقت القيادة المركزية للقوات الامريكية الاوامر باستخدام القوة الجوية ..كانت البداية سريعة ،استدعت من العاهل السعودي الاتصال ب ( اوباما ) لاخراج ضباط المخابرات السعوديين قبل الشروع بالحرب…عندما قلت للامريكيين المجتمعين على مائدة الطعام العراقي : انتم بلد الديمقراطية ، كيف تشرعون الذبح للجهلاء والوحوش من رجال ماتسمى دولة الخرافة ..قال محارب امريكي شارك في حرب بوش الاب ضد العراق في ١٩٩١ في حفر الباطن : الحرب تسمح بالذبح وتنتهي بالصفح..ومثلما كانت رجالات داعش تذبح ستنتهي الحرب بمفاوضات و عفو و صفح…
قلت بعصبية : هذا لن يحدث…
للاسف عندما التقيت احد العراقيين الامريكيين وهو من السياسين الجيدين الذي لم يكن من الصف الاول ذكرني بما لم اكن اؤمن به ، عندما قال لي حينها ان احفظ قول الامريكان : ان داعش التي كانت تذبح ..غدا ستعف عنها و تصفح..
تألمت كثيرا” وقلت له لماذا؟؟؟!!
قال ساخرا”: كان الاسلام يجب ما قبله ، والان الحصول على السلطة يجب ما فعلته داعش..
اللهم لا تؤخذنا بمن سفه دمائنا
وهان عليه انتهاك اعراضنا
ونسى ذبح اطفالنا ونسائنا وشبابنا
انت مولانا نعم المولى ونعم النصير
سنكمل ماحدث في اروقة داعش والانقلاب التركي و تظاهرات البرلمان في مقالات قادمة وهي مقالات سابقة يعرف الساسة الذين فقدوا كراسيهم مافعلوه بنا من جراء نشرها…
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي.