تحياتنا الخالصة…
كان الوضع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي للعراق صعبا” قبل ٣ سنوات ، فالحكومة مفككة و البلد محتل من ارهابي دولة الخرافة والاقتصاد كما هو يعاني الانهيار ، وكان لابد من تغيير الحكومة ، لتتصدى حكومة تحرير واصلاح ومصالحة مجتمعية ، ليس للساسة من الجيل المخضرم دور فيها .. كان اول الخطوات هو استقطاب نواب قادرين من الخروج من شرنقات كتلهم ، و استدامة زخم الدعم المرجعي للاصلاح ومحاربة الفساد وتغذية الجماهير المتظاهرة والمطالبة بالتغيير..كانت الامور تقتضي الاستفادة من رغبة رؤوساء الكتل في تصفية الحسابات مع الاخرين ، على ان يكون هناك توازن في الضرر على الكتل بنفس القدر من المحاصصة ..
كانت استراتيجية اسقاط حكومة المحاصصة و التوافق الوهمي ل د.حيدر العبادي هو اخراج ٣ من الوزراء السياديين مستغليين تضارب افكار وهوى النواب . لكي تتحقق هذه الاستراتيجية ، اقتضت الامور استخدام الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي و العلاقات الشخصية للدفع باستجواب وزير الدفاع السني خالد العبيدي المدعوم من اسامة النجيفي والعبادي واستجواب وزير المالية الكردي هوشيار زيباري خال مسعود البرزاني والقريب من امريكا و ايران و الخليج ، واستجواب وزير الخارجية الشيعي ابراهيم الجعفري المدعوم من العبادي وايران لكونه عراب تنصيب رئيس مجلس الوزراء د.حيدر العبادي …
كان استجواب عالية نصيف لوزير الدفاع خالد العبيدي ضعيفا” اذا ما قورن مع الاستجواب الذي سبقه من قبل النائبة البابلية حنان الفتلاوي، الا ان الحوارات التي دارت بين العبيدي و رئيس مجلس النواب سليم الجبوري و استخدام العبيدي لاساليب المشاجرة والشتائم قد جعلت عرابي اسقاط العبيدي سهلة عبر التركيز على احترام مجلس النواب واعضاءه وعدم مقبولية التجاوز عليه في مقره..وبالرغم من اكتساب العبيدي شعبية عالية آهلته ان يؤسس حزب (بيارق الخير) ويترشح كنائب في مجلس النواب الحالي ، الا ان استقلاله عن (بيارق الخير) ودخوله في قائمة النصر للعبادي اكد ضعف نهجه السياسي . . الطريف وفي اجتماع خاص في بيت رئيس مجلس النواب الاسبق وبحضور نواب ،تسائل احد النواب : اذا العبيدي لم يعط صفقة اعاشة الجنود لنا لان فيها فساد ، فلمن اعطاها ؟!!!، وهل ان الصفقة ليست فيها فساد ؟؟!!، فكان علينا ان ندقق في من استماتة في الدفاع عن العبيدي في الاستجواب ..تحرك هوشيار زيباري بقوة على كل اعضاء مجلس النواب ومعه نواب الحزب الديمقراطي الكردستاني و ملاكات وزارة المالية و الخارجية والمصارف لكي يجمع تواقيع الغاء التصويت على جلسة عدم الاقتناع باجابته، وكاد ينجح لولا نصيحة من خبراءنا لاعضاء المجلس عممناها على كل النواب و رئاسة المجلس ،اجعلو التصويت بكتابة الاوراق وليست بالتصويت الالكتروني او رفع الايادي لكي نرفع الحرج على النواب و نقلل من ضغط التهديدات بامتلاك عقارات الدولة لمعظم النواب وحصولهم على قروض غير مشروعة … سقط هوشيار وكان سقوطه احد اسباب الاستفتاء على الاستقلال من قبل البرزاني ،اذا اعتبر اخراج هوشيار زيباري اهانة له شخصية …الطريف ان احد الصديقات والمتزوجة من احد سفرائنا الاكراد قد اتصلت بي بعد مقاطعة لاشهر بسبب كتابتي وقتها لمقالة حول سلكنا الدبلوماسي و احتواءه على شخصيات تافهة لا تملك شهادات ،و شهاداتهم مزورة ، حيث طلبت مني ان لا اثير هذا الموضوع لكي لا يتضرر زوجها ولان البلد كما تقول ( خربانة) وهل ستستقيم الامور ( بطرد زوجها)..انتهى هوشيار زيباري صاحب الصفقات الدفينة المشبوه مع الكويت وقطر ، و رجل الليالي الحمراء كما قالت لي سيدة مصرية استأجرت منها شقة مفروشة في القاهرة في شارع الهرم قرب مسرح الزعيم ..
بالرغم من اسلوبه الغريب في الحديث والذي اثار سخرية الدبلوماسيين العرب في مؤتمرات القمة ومؤتمرات جامعة الدول العربية حينما كان يخرج مارده من القمقم ، الا انه كان يحب نفسه كثيرا”حد الغرور المتسامي و يحب الكرسي والمناصب ..لم يكن اداءه كرئيس مجلس الوزراء مقبولا” فخرج مغضوبا” عليه من الساسة السنة والكرد والشيعة ، وعاد وزيرا” للخارجية بالاسم لان من يديرها شخصان احدهما قريبه. كان الوزير لا يحضر الاجتماعات الدورية لمجلس الوزراء لانه يحسب مقامه اعلى من المجلس، فهو عراب ( تنصيب العبادي)..عندما التقيت في مبنى سفارتنا في واشنطن السفير العراقي السابق في امريكا و كنت في مهمة رسمية لقمان الفيلي ،سالته عن علاقته بوزير الخارجية الجعفري ،فأكد لي انها مقطوعة وان اتصاله بالعبادي مباشرة . وصادف اني كنت في نيويورك عندما قدم اليها الجعفري ممثلا” عن العراق واستغربت انه لم يزر السفارة العراقية في واشنطن والذي تبعد اقل من ساعة بالطائرة عن مقر الامم المتحدة في نيويورك..
لم يتم استجواب الجعفري ، لان حركة الملاك في وزارة الخارجية كانت افضل وسيلة لاسكات النواب بالاضافة الى دعم العبادي و النواب المحسوبين عليه و النواب القريبين من اصدقائنا الايرانيين ،وهكذا لم يستوجب وزير الزراعة فلاح زيدان ولم يسقط وزير التجارة سلمان الجميلي و لم يستجوب وزير التعليم عبد الرزاق العيسى لان منح المناصب و التسوية المالية مع سماسرة للنواب و اقرباء لرئيس مجلس النواب كانت كافية لاسقاط ثوار الاستجواب و ليعود الخراب لمجلس النواب …
لنا وللعراق وللمستضعفين
الله رب العالمين
أً.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي