تحياتنا الخالصة ..
عندما كتبنا ( العراق بعد مئة عام ..سيعم فيه الظلام) عن افكار واستقراءات احدى الاخوات المتشائمات ، عقبنا بان الامل موجود مادامت الرحمة والمغفرة وسعت كل شيء لربنا المعبود ، والا من يقتنع ان صدام ينتهي بين ليلة وضحاها الا بقدرة رب القوة والعزة ..لكن وصلتنا مجموعة رسالة تنتقد اتكالنا على الله في التغيير ، لاننا يجب ان نركن الى قوة وارادة الشعب ..
واتذكر ان احد اخواننا وهو عميد سابق للكلية التقنية الهندسية في الجامعة التقنية الوسطى قد نقل لنا رأي احد النواب السابقين وكان عضو لجنة التعليم النيابية في الدورة السابقة والذي صرح عن خيبة املهم من قدرة اخواننا في مجلس الخبراء العراقي على احداث اصلاحات في الدولة والمجتمع ..لقد تعرض خبرائنا في المجلس الى كل انواع الترهيب واقسى اعمال الايذاء واشد حالات التعسف و اكثر وسائل الضغط ، حتى وصل الامر بان يقوموا باعفاء او نقل او فصل او معاقبة كل من يظهر معنا ، فضطررنا ان لا نعلن لقاءاتنا و لا اجتماعاتنا و لا نلتقي باخواننا الذين هم في سلم الدرجات الخاصة في الدولة العراقية ، خاصة و ان مافيا الفساد و المحسوبيات قد اوكلوا مهمة متابعة حساباتنا في وسائل التواصل الاجتماعي لموظفين واقسام في الوزارات لغرض ابتزازنا وظيفيا” وقضائيا”.ويعرف الكثير من الاخوة مقدار المناورات و استخدام ضبط النفس المقترن بالصبر في معالجة تداعيات صراعنا مع المفسدين وصلت الى جلسات بحضور شخصيات مهمة واخرى بجلسات عشائرية اعاننا فيها الكثير من الاصدقاء الاوفياء وشيوخ عشاىر اصلاء من الذين تعقلوا بعقال الحكمة والغيرة على الوطن ..كنا قد قلنا مرارا” ان عملية الاصلاح والتغيير لا تشمل اعداد الاستراتيجيات والبرامج والخطط والوسائل والاليات بل تتخطاها الى تمكين القوى الخيرة من الكفاءات والخبرات لتطبيق هذه البرامج باعلى دقة و شفافية لتجاوز ازمات العراق و انتكاساته في كل الاصعدة …
اكدنا ان عدم امتلاكنا القدرة على التمكين والمتمثلة بوجود الخبراء في مراكز الحكومة المهمة و عدم اعتمادنا على فصيل مسلح او مشاركة اصحاب المال والاستثمار يجعلنا كما قال رئيس كتلة و رئيس وزراء سابق: (ان د.ضياء وجماعته يغردون خارج السرب )..
لا يمتلك العراق حكومة” وشعبا” ثقافة التظاهر والاعتصام ، و قدرة الناشطين المدنيين على الضغط على الحكومة وارباب السياسة محدود لان التظاهرات تحتاج الى دعم لوجستي ومالي وتنظيمي بامكانيات غير بسيطة والتي تمتلكها الاحزاب والتيارات الحزبية الدينية .لقد استطاعت هذه الاحزاب بفعل ايديولوجيتها وامتلاكها المال و النفوذ وتمتعها بالسلطة والجمهور التابع لها بفعل السلطة او المال او المصلحة المرتبطة بالتعيينات و فرص العمل ان تحشد كتل بشرية ضاغطة حصلت من خلالها على امتيازات و قدرات في الحكومة والقرار السياسي للعراق…اما النخب والكفاءات والخبراء فانهم من الشرائح المسالمة والتي لا يذكر التاريخ العراقي لها تظاهرات مؤثرة او اعتصامات غيرت الحكومة او قرراتها لاسباب تعود الى عقلية النخب ، واخرى رغبتها في الاحتفاظ بعملها و مصالحها في ظل تدهور الوضع الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي والامني …
لن نكل او نمل في ان نطرح كل مشاريع الاصلاح والتغيير على ساحة العمل السياسي ،و سنبحث كل الوسائل المشروعة الممكنة والمتاحة لتحقيق طموحات الشعب في الاستقرار والتعايش السلمي والمجتمعي والنهوض بمقدراته الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ..
لنا وللعراق رب قادر قاهر..
أ.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي