تحياتنا الخالصة..
في اواسط التسعينات ، تم ايفادي الى الاردن والامارات للمشاركة بمؤتمرات و لالقاء ٣ بحوث ، اثنان في الاردن والثالث في الامارات حول المياه . كان البحث الاول بعنوان ( ما ينبغي ان نفعله ؟! دراسة تحليلية للامن المائي_ الغذائي العربي)، والبحث الثاني كان :
( النمذجة الرياضية للازمة المائية ) ، اما البحث الثالث الذي تم القاءه في الامارات فكان بعنوان ( ترشيد استهلاك المياه والطاقة في بغداد)..كان المؤتمر الاول برعاية نقابة المهندسيين الاردنيين و وزارة المياه وجامعة اردنية ، وعندما وصلت قاعة المؤتمر بعد يوم من السفر الشاق والتعب بسبب حظر الطيران ،ابلغوني اني ساكون اول من يلقي البحث بعد الوزير ونقيب المهندسين لان البحث شامل للجوانب الفنية والامنية و الاقتصادية ..لم اكن اتوقع ان وجودي على المنصة قد يستغرق اكثر من ساعتين ، لان الوقت المخصص هو من ١٠ الى ٢٠ دقيقة كحد اقصى للطرح والمناقشة ، ولكن وجود المسوؤلين و تداخلهم بالنقاش مع روؤساء الجامعات قد جعلت الوقت طويلا” ، وبالرغم المديح والثناء الذي اطروه على الجهد واسلوب التحليل وانماط المعالجة المقترحة ، الا اني كنت متضايق جدا” لان مثانتي ممتلئة وتكاد تنفجر من شربي للماء .. والذي زاد الطين بلة ان نهاية محاضرتي كانت نهاية للجلسة الصباحية و دعوني المسوؤلون لان اشاركهم مائدتهم و قد التصق بي سكرتير الوزير ومقرر المؤتمر وكنت استحي ان ابلغهم بحاجتي الى الذهاب للحمام ..وزعت نقابة المهندسين العرب عبر مؤوسسات الجامعة العربية التوصيات وبحثي على جميع الموؤسسات والوزارات المعنية بالمياه ، وهكذا عمل اتحاد مجالس البحث العلمي العربي في نشره بحث ترشيد استهلاك المياه والطاقة في بغداد والذي تم القاءه في مؤتمر اقيم في الجامعة الامريكية في الشارقة …
بعدها ببضع اسابيع تم دعوتي الى وزارة الصناعة لالقاء المحاضرة في المركز الثقافي على قناة الجيش و حضر الندوة الوزير ميسر رجا شلاح الذي كان زميلي في كلية الهندسة جامعة بغداد ، وزميلي في العمل في قسم التصاميم في الطاقة..و بعدها باسابيع تم دعوتي لالقاء محاضرة حول ترشيد استهلاك الطاقة في ندوة بهيئة الكهرباء في الباب الشرقي حضرها رئيس الهيئة سحبان و اسفرت الندوة عن تشكيل فريق استشاري لترشيد استهلاك الكهرباء والماء في المصانع و متابعة التزامهم بالمحددات البيئية ..
كنت متضايقا” جدا ، عندما اصطف الجميع ساخرا” من التوقع الرياضي للبحث من ان مشكلة المياه كما” ونوعا” قد تكون شغل سلطة القرار في غضون ٥ الى ١٠ سنوات ، وان الماء سيكون سلعة للتداول والبيع وقد يظهر من يبيعها في الشوارع والاماكن العامة .قال لي مدير وهو احد المتملقين للوزير : اتق الله يا استاذ كيف يباع الماء في الشوارع ونحن نضع البردات على ارواح امواتنا في كل مكان ومرات يضع البسطاء ( الحب ).. لم ارد حينها الا بعبارة: ان غدا” لناظريه قريب ..
تذكرت تلك الايام وانا اعيد بذاكرتي الى حوار مع احد المسوؤلين و اخر من المختصين قبل سنة عندما كتبت :ان حل مشكلة نوعية المياه في البصرة و ازمة كمياته في العراق لن تكون الا بالحلول الالهية ،لاننا نحتاج الى كميات كبيرة و نوعية مياه صافية ،اما مطرية او من منابع او ثلوج ، وقالوا لنا حينها اذا الخبراء يلجأون الى حلول دينية ، ماذا ستكون حلول المعممين !؟؟؟ وكان دعائنا لله..:
لنا وللعراق رب الارض والسماء ..
اللهم امددنا برحمتك بماء ،ينظف الاجواء ، و يطهر الارجاء و يصفي الماء . اللهم تقبل منا الطاعات والدعاء …يا عون عبادك المؤمنين من المساكين والفقراء…
أ.د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي