الجمعة , 22 نوفمبر 2024

الماء سلعة و بيعه صنعة ..

تحياتنا الخالصة..

 

في اواسط التسعينات ، تم ايفادي الى الاردن والامارات للمشاركة بمؤتمرات و لالقاء ٣ بحوث ، اثنان في الاردن والثالث في الامارات حول المياه . كان البحث الاول بعنوان ( ما ينبغي ان نفعله ؟! دراسة تحليلية للامن المائي_ الغذائي العربي)، والبحث الثاني كان :
( النمذجة الرياضية للازمة المائية ) ، اما البحث الثالث الذي تم القاءه في الامارات فكان بعنوان ( ترشيد استهلاك المياه والطاقة في بغداد)..كان المؤتمر الاول برعاية نقابة المهندسيين الاردنيين و وزارة المياه وجامعة اردنية ، وعندما وصلت قاعة المؤتمر بعد يوم من السفر الشاق والتعب بسبب حظر الطيران ،ابلغوني اني ساكون اول من يلقي البحث بعد الوزير ونقيب المهندسين لان البحث شامل للجوانب الفنية والامنية و الاقتصادية ..لم اكن اتوقع ان وجودي على المنصة قد يستغرق اكثر من ساعتين ، لان الوقت المخصص هو من ١٠ الى ٢٠ دقيقة كحد اقصى للطرح والمناقشة ، ولكن وجود المسوؤلين و تداخلهم بالنقاش مع روؤساء الجامعات قد جعلت الوقت طويلا” ، وبالرغم المديح والثناء الذي اطروه على الجهد واسلوب التحليل وانماط المعالجة المقترحة ، الا اني كنت متضايق جدا” لان مثانتي ممتلئة وتكاد تنفجر من شربي للماء .. والذي زاد الطين بلة ان نهاية محاضرتي كانت نهاية للجلسة الصباحية و دعوني المسوؤلون لان اشاركهم مائدتهم و قد التصق بي سكرتير الوزير ومقرر المؤتمر وكنت استحي ان ابلغهم بحاجتي الى الذهاب للحمام ..وزعت نقابة المهندسين العرب عبر مؤوسسات الجامعة العربية التوصيات وبحثي على جميع الموؤسسات والوزارات المعنية بالمياه ، وهكذا عمل اتحاد مجالس البحث العلمي العربي في نشره بحث ترشيد استهلاك المياه والطاقة في بغداد والذي تم القاءه في مؤتمر اقيم في الجامعة الامريكية في الشارقة …
بعدها ببضع اسابيع تم دعوتي الى وزارة الصناعة لالقاء المحاضرة في المركز الثقافي على قناة الجيش و حضر الندوة الوزير ميسر رجا شلاح الذي كان زميلي في كلية الهندسة جامعة بغداد ، وزميلي في العمل في قسم التصاميم في الطاقة..و بعدها باسابيع تم دعوتي لالقاء محاضرة حول ترشيد استهلاك الطاقة في ندوة بهيئة الكهرباء في الباب الشرقي حضرها رئيس الهيئة سحبان و اسفرت الندوة عن تشكيل فريق استشاري لترشيد استهلاك الكهرباء والماء في المصانع و متابعة التزامهم بالمحددات البيئية ..
كنت متضايقا” جدا ، عندما اصطف الجميع ساخرا” من التوقع الرياضي للبحث من ان مشكلة المياه كما” ونوعا” قد تكون شغل سلطة القرار في غضون ٥ الى ١٠ سنوات ، وان الماء سيكون سلعة للتداول والبيع وقد يظهر من يبيعها في الشوارع والاماكن العامة .قال لي مدير وهو احد المتملقين للوزير : اتق الله يا استاذ كيف يباع الماء في الشوارع ونحن نضع البردات على ارواح امواتنا في كل مكان ومرات يضع البسطاء ( الحب ).. لم ارد حينها الا بعبارة: ان غدا” لناظريه قريب ..
تذكرت تلك الايام وانا اعيد بذاكرتي الى حوار مع احد المسوؤلين و اخر من المختصين قبل سنة عندما كتبت :ان حل مشكلة نوعية المياه في البصرة و ازمة كمياته في العراق لن تكون الا بالحلول الالهية ،لاننا نحتاج الى كميات كبيرة و نوعية مياه صافية ،اما مطرية او من منابع او ثلوج ، وقالوا لنا حينها اذا الخبراء يلجأون الى حلول دينية ، ماذا ستكون حلول المعممين !؟؟؟ وكان دعائنا لله..:
لنا وللعراق رب الارض والسماء ..
اللهم امددنا برحمتك بماء ،ينظف الاجواء ، و يطهر الارجاء و يصفي الماء . اللهم تقبل منا الطاعات والدعاء …يا عون عبادك المؤمنين من المساكين والفقراء…
أ.د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

شاهد أيضاً

السامرائي يلتقي البرزاني ويبحثان الأوضاع السياسية والأمنية

      إلتقى رئيس تحالف العزم المهندس مثنى السامرائي في مصيف صلاح الدين بأربيل …