روذ ناقد احمد
١٥ سنة
قبل ثلاثين عاماً من الآن شهد العالم ولادة عصر جديد. عصر اهتم ببراءة الأطفال وطاقاتهم الكامنة وابتسامتهم التي تخفي وراءها آمال عظيمة ومستقبلأعظم. أتدرون عن أيّ حدث أتكلّم؟ أتكّلم عن اتفاقية حقوق الطفل التي صدرت عام 1990 ووقعت من قبل56 دولة في بدايتها. انها اتفاقية نصت على إعطاء العديد من الحقوق للأطفال مثل حق العيش بكرامة وحق التعليم والصحة الجيدة.
ألزمت هذه الاتفاقية العالم بإحترام هذه الفئه العمرية من عمر يوم واحد إلى 18 عام. كشابة أبلغ من العمر15 عاماً، استمع إلى أبي وأمي وهم يوضحان لي كيف كان الضرب أمرا اعتياديا في المدارس و كيف كانت عمالة الأطفال ظاهرة لا يهتم لها أحد. تقول لي أمي بأنها تعرّضت للضرب بسبب معاناتها في مادة الرياضيات. وتقول خالتي وهي حاصلة على شهادة دكتوراه في اللغة الإنكليزية الآن بالرغم بأنها كانت إنسانه متميزة وطالبة مجتهدة فقد ضربتها المدرّس بدفترها على رأسها فقط لأن دفترها كان مشقوقاً،حيث كان الفقر هو الذي منعها من شراء دفتر جديد .أنا سعيدة الآن حين علمت أن هناك الاتفاقية تمنع كل هذا وسعيدة أكثر بعد أن علمت أن البلد الذي أعيش فيه قد ألزم نفسه بهذه الاتفاقية التي كانت ستحمي أمي وخالتي من الضرب لو كانت قد دخلت حيزالتنفيذ في بلدي آنذاك. أريد ان أقول لكم بأن هذا العصر قد ولّى وأن الحياة تغيرت وأن منظمة اليونيسف والعديد من المنظمات الأخرى تحمينا وتحمي طاقاتنا وقدراتنا. أستطيع القول بأنه بعد ثلاثين عاماً أخرى ربما ستتغير أمور كثيرة أخرى، سيقل تجنيد الأطفال وسيقل استغلال الأطفال في الحروب ولن يبق شيء اسمه التحرش الجنسي بالأطفال وقد تصبح حقوق الأطفال كلها أمراً واقعاًوشيئاً لا يستطيع أحد أن يتهرب من منحها للأطفال.