وكالة النهرين نيوز الاخبارية وكالة اخبارية مستقلة تهتم بالشان العراقي
النهرين نيوز – باريس – «السجل اليهودي / The Jewish Chronicle»
رفعت عائلة يهودية عراقية دعوى قضائية ضد الحكومة الفرنسية تطالبها بتعويض مالي قدره 33 مليون دولار (نحو 24.6 مليون جنيه إسترليني)، بدعوى أن فرنسا استخدمت منزل العائلة الفخم في بغداد كسفارة لها لأكثر من خمسة عقود دون دفع الإيجار المستحق.
العائلة، التي تعيش اليوم في كندا، تقول إنها أُجبرت على مغادرة العراق في خمسينيات القرن الماضي بعد قرارات التأميم التي استهدفت ممتلكات اليهود وتجريدهم من الجنسية، وإنها أمضت عقوداً تطالب بالتعويض دون نتيجة. وتزعم أن الحكومة الفرنسية رفضت مقترحها بالوساطة لتسوية النزاع.
القصر المعروف باسم “بيت لاوي” شُيّد عام 1935 على يد الشقيقين عزرا وخضوري لاوي، وهما من أبرز رجال الأعمال في المجتمع اليهودي العراقي آنذاك. ويقول فيليب خزام، حفيد عزرا والمقيم في مونتريال، إن العائلة كانت تعيش حياة مزدهرة قبل اضطرارها إلى الفرار عام 1951.
وأوضح خزام في مقابلات صحفية أن فرنسا استأجرت العقار عام 1964 لاستخدامه كسفارة في بغداد، وكانت تدفع الإيجار للعائلة بشكل سري لسنوات، حتى توقفت المدفوعات عام 1974 بعد سيطرة النظام العراقي عليه.
وأضاف أن والده وعمه الراحل سعيا مراراً لاستعادة حقوقهم، لكنهم قوبلوا بتبريرات فرنسية بأن “العراقيين استولوا على المبنى”، وهو ما اعتبرته العائلة تواطؤاً غير مبرر.
وفي عام 2021، استعانت العائلة بالمحامي الفرنسي جان بيير ميغنارد، الذي وصف موقف بلاده بـ”غير القابل للتفسير”، مشدداً على أن فرنسا “لم يكن ينبغي أن تقبل باستخدام ممتلكات صودرت من عائلة بسبب ديانتها”.
وقدرت العائلة الإيجارات المستحقة بـ 22 مليون دولار، إضافة إلى 11 مليون دولار تعويضات عن الأضرار المعنوية والمادية. وبعد تجاهل طلب الوساطة الذي قدم في أيار الماضي، تستعد المحكمة حالياً لتحديد موعد جلسة الاستماع.
خزام (65 عاماً) قال إن القضية “لم تعد تتعلق فقط بعقار مسروق، بل بانتهاك حقوق الإنسان“، مؤكداً أن فرنسا “اغتنت بشكل غير مشروع على حساب أسرة سُلبت ممتلكاتها ظلماً”.
من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الفرنسية التعليق على القضية بحجة أنها ما تزال قيد النظر القضائي.
